الخضرة
من حولي, نسمات الهواء الحنون...و العصافير بأنغامها المتداخلة و الشمس
التي قاربت على المغيب...و الأمطار التي كانت منذ ساعات تهطل بشدة... كلها
ملأت قلبي باحساس واحد...الاحساس بالحب...لربما هو حب جمال الحياة من
حولي...أو حب الاختلاء بالطبيعة,أنا و أوراق الخريف وحدي...أو قد يكون حبي
لأولئك الذين طبعوا في قلبي أوسمة عشق...سأبقى أحملها في داخلي ما حييت...
لطالما
فكرت به...رسمت له ملامح و أعدت رسمها...بحثت له عن تعاريف...و لكنني كنت
دائما أفشل في ايجاد معنى له في قاموسي...فمع كل مرحلة من مراحل حياتي, كان
الحب يغير ألوانه و رسمه في مخيلتي و بين ثنايا مشاعري...
فعندما كنت
طفلة...لم يكن للحب معنى سوا قبلة أمي التي كانت تطبعها على جبيني مع كل
صباح أو حضن أبي الحاني عندما أبكي...أو لعبة أشاركها اخوتي في المساء...و
لربما كانت أقوى مشاعر الحب تختلج صدري اذا ما نمت في سريري مساء و دميتي
الى جانبي...
كـــبرت...و أصبح للحياة معان غير تلك التي تعودت
عليها...و أصبح للحب أبعادا غير تلك التي مارست عشقها...فقد قالوا لي...أني
لن أجد الحب الا اذا ما التقط أميري يدي و قبلها...و أني لن أعرف للعشق
طريقا الا اذا ما أخذني معه الا قصر و همنا معا بين العصافير و الشجر...و
أن الحب كل الحب في كلمات يلقيها على مسمعي كل مساء... أو قصيدة في عيني
يحكيها...
"الحب ليس رواية شرقية...بختامها يتزوج الأبطال..."صدق نزار...الحب أسمى من الروايات...و أحلى من أن تصفه الكلمات...
"بل هو الابحار دون سفينة...و شعورنا أن الوصول محال" عذرا نزار...ما ذاك بالحب......
الحب
ليس قصيدة و لا لمسة و لا حضن نرتمي فيه...ما الحب وصف للمشاعر و
انتهى...و لا قبلة بلحظة تطبع و تمحى....و ليس "حبيبتي" لي كل مساء
تقولها... الحب هو تلك السفينة التي ترسو بنا على شاطئ تحقيق كل مستحيل...
و الحب أسمى...
الحب...هو
أن تجد تلك اليد الحانية التي تأخذ بيدك نحو أهدافك و تسمو بك عن كل
التوافه...هي تلك الكلمات التي اذا ما سمعتها ارتفعت همتك و أحدثت في
الحياة كل مستحيل...هو ذلك القلب الذي اذا ما سمعت دقاته...ولد مع كل دقة
لك فيه أمل جديد...
لربما من قرأ كتاباتي قبلا...يسأل نفسه...ما بالها
كل يوم تطلع لنا بتعريف...و ما بال تعاريفها لا تشبه بعضها...و لكنني أعترف
أنني و للمرة الأولى أجيد صياغة تعريف للحب..و أجيد التواصل مع مشاعري...
فالحب أسمى...
الحب...ليس
كما رسمته لنا الروايات و النغمات...فالحب قبل أن يكون نغما نغنيه سويا...
هو لحن أجدنا تأليفه معا...فاذا أردت أن تذوق الحب فعلا عليك أولا أن تحب
الله و تذوق طعم قربه...ثم أن تصنع هدفا...ثم تدعو الله...أن يرزقك حبيبا
يشاركك درب طريقك نحو جنة الدنيا و جنة الخلد في الآخرة.