هل هي الحكاية أم القصة التي يرويها الأجداد أم إنها تاريخ فعلي أنتقل إلينا
مرويا ولكن من كثرة النقل والرواية دخلت فيه الخرافات...........
لكي نعرف
مدى صدق الخبر علينا بتحليله أولا قبل تفنيده أو تأكيده علينا أولا بتحديد معنى
كلمة أسطورة: وهو في المعجم الوجيز: من سطر، ويقصد بها الخرافة والأباطيل والحكايات
العجيبة هذا هو معنى الأسطورة اللغوي أما معناها في المصطلح فهي ضرب من الفلسفة فهي
عملية تأمل من أجل الإجابة على أسئلة مبعثها الاهتمام بموضوع ما فالإنسان لم يحاول
جديا أن يفسر ظواهر الطبيعة، وذلك لأنه كان لا يعرف لها مجالا مستقلا عن نفسه.(3ب)
3- ليفي براول ((لم تنشأ الأسطورة والطقوس الجنائزية وعمليات السحر والزراعة –فيما
يبدو عن حاجة الرجل البدائي إلى تفسير الظواهر الطبيعية تفسيرا قائما على العقل
ولكن نشأت الأسطورة استجابة لعواطف الجماعة القاهرة))(2)
تقسيمات الأساطير:
1-الأسطورة الشعائرية:
ويقصد الأسطورة المرتبطة أساسا بعمليات
العبادة، مهما يكون شكلها وطريقتها.
فهي تعني برصد الجزء الكلامي من الطقوس قبل
أن تصبح (حكاية) لهذه الطقوس.(3ا)
2-الأسطورة التعليلية:
وهذا النوع من
الأسطورة لم يجد طريقه للوجود إلا بعد أن ظهرت فكرة وجود كائنات روحية خفية في
مقابل ما هو كائن من الظواهر الطبيعية كالرعد وانفجار البراكين وانشقاق الأرض عن
الزرع والقيام باستمالتها عن طريق تقديم القرابين لها ومن هنا نشاء نظام
الكهانة.(3ب)
3-الأسطورة الرمزية:
وهي مرحلة أكثر تعقيدا من المراحل التي
قطعتها أساطير الطقوس والتعليل، أو لعلها أكثر قربا من الأسطورة التعليلية بوجه عام
لأنها تعبر بطريقة مجازية عن فكرة دينية أو كونية فهي إذا تفسيرا ما لظواهر طبيعية
حدثت ونشأة الأسطورة تعبيرا عنها.(3ج)
4-التاريخ المؤسطر:
أما التاريخ
المؤسطر فهو تاريخ وخرافة معا أو تتضمن عناصر تاريخية ومجموعة خوارق تأخذ إطار
الحكاية –وهذه الحكاية لأنها تتعلق بمكان واقعي أو بأشخاص حقيقيين – تنقل
بالتواتر(4) من جيل إلى جيل ومنها في تراثنا حكاية داحس والغبراء وحكاية سد مأرب
والجرهمي التائه ويوم مأقط وفي تراث الإغريق حرب طروادة وعند البابليين ملحمة
جلجاميش.(3ب) النظريات التي قيلت في أصل الأسطورة:
هناك أربع نظريات قيلت في أصل
الأسطورة لخصها لنا توماس بول فينش في كتابه ((ميثولوجية اليونان وروما ))، هذه
النظريات هي:
النظرية الأولى(دينية):
وتقرر أن حكايات الأساطير كلها مأخوذة
من الكتاب القدس مع الاعتراف بأن هذه غيرت أو حرفت.
النظرية
الثانية(تاريخية):
وتذهب إلى أن أعلام الأساطير عاشوا حقيقة بسلسلة من الأعمال
لفتت لهم الأنظار، ومع الأيام أضاف لهم خيال الشعراء ما وضعهم في ذلك الإطار العجيب
الذي يتحركون فيه.
النظرية الثالثة (مجازية):
وتقوم على أن كل أساطير القدماء
لم تخرج عن أن تكون في شتى أشكالها الدينية والأخلاقية والفلسفية والتاريخية مجرد
مجازات فهمت حرفيا.
النظرية الرابعة (طبيعية):
وبمقتضاها تشخص عناصر الكون من
هواء ونار وماء أو تتحول إلى كائنات حية أو تختفي ورائها مخلوقات خاصة.
وعلى هذا
وجد إزاء كل ظاهرة طبيعية –ابتداء من الشمس حتى أصغر مجرى ماء- كائن روحي
معين.
قد يتساءل البعض مالنا ومال هذه النظريات والتفسيرات، وأقول لكم إن تفسير
ظاهرة أطلنتس أو القارة المفقودة يحتم علينا أن نوضح معنى الأسطورة أولا ثم بعد ذلك
نحاول أن نربط مابين المعنى المراد والذي سنتوصل إليه سويا و موضوع صديقنا العزيز
أحمد الوكيل.
أتضح لنا من خلال إظهار معنى الأسطورة أن هناك معان مختلفة لها أو
بمعنى أدق أن هناك أسطورة شعائرية و أسطورة تعليلية وأسطورة رمزية وحكاية
مؤسطرة.
نستبعد كل من الرمزية والتعليلية والشعائرية فكل منها لها مجالها الذي
لا يلتقي مع ما نريده.
إذا يبقى أمامنا الحكاية المؤسطرة وهي كما قلنا بتصرف
حكاية وقعت في الحقيقة ولكن دخلت الخرافة فيها لطول العهد بها مما جعل تصديقها صعبا
أو دربا من دروب الخيال.
ولكن هل معنى ذلك إنها لم تقع بالفعل لا بلهي موجودة
ولها جذور في الوعي الجمعي للبشر ولكن اختلف التعبير عنها بدرجة القرب أو البعد
منها.
معنى ذلك أن أسطورة أطلنتس في رائي هلي حقيقة وقعت في السنين الغابرة
ولكنها انقضت لأسباب غير مفسرة، كل ما وصل إلينا منها هو أجزاء مسطورة ومروية أما
المسطور فهو ما ورد في تاريخ هيرودوت أما المروي فما يحكى عن أن المصريين القدماء
كانت لهم علاقة بدول بحرية قوية في البحر المتوسط وقد فسر البعض هذه القوى بكل من
طروادة وكريت وهما دولتان انتهتا نهاية غير طبيعية الأولى بالتدمير على يد الإغريق
والثانية نتيجة العوامل الطبيعية من زلازل وبراكين وغيرها من الكوارث الطبيعية
كيف بدأت
الأساطير
بحث الدارسون طيلة القرون العشرين الماضية
على الأقل في كيفية نشوء الأساطير، ويعتقد بعضهم أن البداية كانت على شكل حوادث
تاريخية تم تحريفها بمرور الزمان ويرى غيرهم أن الأساطير نشأت نتيجة محاولة الناس
تفسير أسباب حدوث الظواهر الطبيعية التي عجزوا عن فهمها، وهناك نظريات أخرى حول هذه
الظاهرة لكن لا يجيب أي منها عن الأسئلة التي تثار حولها رغم أنها تسهم إلى حد ما
في فهم الموضوع.
نظرية هوميروس. كان هوميروس عالمًا
إغريقيًا قديمًا في أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الثالث قبل الميلاد. وكان أول
عالم يقول إن الأساطير تستند إلى حقائق تاريخية، وكان يعتقد أن على الدارسين أن
يطرحوا جانبًا العناصر الخارقة للطبيعة في الأساطير. فكان يقول مثلاً إن من المحتمل
أن زيوس كان أحد الملوك العظام في كريت القديمة، وكان ذلك سببًا في خلق القصص
الأسطورية عنه.
نظرية مولر. ذكر فريدتش مولر،
العالم الألماني المَوْلِد، الإنجليزي اللغة الذي عاش في القرن التاسع عشر
الميلادي، أن الآلهة القدماء والأبطال الأسطوريين كانوا في الحقيقة تجسيدًا للطبيعة
ولا سيما الشمس. ويفسر ذلك بقوله إن مولد البطل يرمز إلى الضحى فترة ارتفاع الشمس
فوق هامة السماء، بينما سقوط البطل وموته يرمزان إلى مغيب الشمس. وقد أكد عالم
الأجناس البشرية مالينوفسكي على العوامل النفسية التي تقود الناس إلى عمل الأساطير
ماذا تعلمنا الاساطير
توصل
كثير من علماء الاجتماع إلى نظريات حول كيفية معرفة أحوال الناس من الأساطير التي
يذكرونها. وتؤكد بعض هذه النظريات على أهمية دور الأساطير في فهم المجتمع ككل،
وتركز نظريات أخرى، على دور الأسطورة في فهم الأسلوب الذي يتصرف فيه شخص ما بطريقة
معينة.
ويعتقد عالم الاجتماعي الفرنسي إميل دوركايم الذي
عاش في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلاديَّيْن أن كل مجتمع
يُوجد لنفسه عادات وأعرافًا وقيمًا اجتماعية معينة تنعكس على الدين الذي يؤمن به
ذلك المجتمع، لذلك، وكما يقول دوركايم، فإن معبود مجتمع ما وأبطاله وأساطيره إنما
هم تمثيل تراكمي جماعي لأعراف ذلك المجتمع وقيمه أو للأجزاء المهمة التي تشتمل
عليها، ويضيف دوركايم إنه بالاطلاع على أساطير أحد المجتمعات يستطيع عالم الاجتماع
أن يكتشف الأعراف والقيم والعادات الاجتماعية التي يتمسك بها ذلك المجتمع.